المبسوط - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ١٧٥
جاز لها أن تتولى غسله من وراء الثياب (1) والأول أحوط فأما إن لم يكن لها رحم محرم فهي كالأجنبيات سواء، ومن مات بين رجال كفار ونساء مسلمات لا ذات رحم له فيهن أمر بعض النساء رجالا من الكفار بالاغتسال. ثم تعلمهم بغسل أهل الاسلام ليغسلوه كذلك، وإن مات بين نساء مسلمات ورجال كفار، وكان له فيهن محرم من زوجة أو غيرها غسلته من وراء الثياب، ولم يجردنه من ثياب، وإن لم يكن له فيهن محرم ولا معهن رجال مسلمون، ولا كفار دفنه بثيابه ولم يغسله على حال، وأما إن كان امرأة فلا تخلوا أن يكون لها زوج أو لم يكن فإن كان لها زوج فالزوج أولى بجميع ذلك من كل أحد، وإن لم يكن لها زوج فلا يخلو من أن يكون نساء بلا رجال أو رجال بلا نساء أو رجال ونساء فإن كان هناك نساء بلا رجال فهو على ثلاثة أضرب:
من لها رحم ومحرم، ومن لها رحم بلا محرم، ومن كان لا رحم لها ولا محرم، وكل من لو كانت رجلا لم يحل له نكاحها كامها وجدتها وبنتها فهي أولى من كل أحد، والترتيب فيه كالترتيب في الرجل ويكون أولاهم بميراثها أولاهم بميراثها أولاهم بتولي أمرها، والتي لها رحم وليست بمحرم. فكل من لو كانت رجلا حل له نكاحها كبنات عمها. وبنات خالها، وبنات خالاتها وبنات عماتها فهي أولى من الأجنبيات. فإن لم يكن هناك رحم ولا محرم فهن الأجنبيات فهي أولى ممن له الولاء، وإن كان رجالا بلا نساء فكل من كان محرما لها جاز له أن يتولى ذلك منها الأولى فالأولى كما قلناه في الرجال سواء، ومن لا محرم له من الرجال كابن العم، وابن الخال فهو كأجنبي. فإن اجتمع رجال ونساء من القرابات فالنساء أولى من الرجال لأنهن أعرف وأوسع في باب النظر إليهن، ومتى لم يكن هناك قرابة فالمذهب أنه لا يجوز لأحد أن يغسلها ولا يتيممها وتدفن بثيابها. وقد رويت في أنه يجوز لهم أن يغسلوا محاسنها يديها ووجهها (2) والأول أحوط.

(١) رواها في التهذيب ج ١ ص ٤٣٩ ج 1416 عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يموت وليس عنده من يغسله إلا النساء هل تغلسه النساء فقال: تغسله امرأته أو ذات محرمة ونصب عليه النساء الماء صبا من فوق الثياب.
(2) رواها في التهذيب ح 1 ص 442 ح 1429 عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول: في المرأة تكون في السفر مع الرجال ليس فيهم ذو محرم بها، ولا معهم امرأة فتموت المرأة فما يصنع بها؟ قال يغسل منها ما أوجب الله عليه التيمم ولا يمس ولا يكشف لها شئ من محاسنها التي أمر الله بسترها فقلت: كيف بصنع بها؟
قال: يغسل بطن كفيها ثم يغسل وجهها ثم يغسل ظهر كفيها.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف تعريف الكتاب 2
2 * كتاب الطهارة * في حقيقة الطهارة وجهة وجوبها، وكيفية أقسامها 4
3 أقسام المياه وأحكامه 5
4 حد الكر وذكر الأقوال فيه 6
5 في حكم الإنائين المشتبهين 9
6 الأسئار وأقسامه، والإشارة إلى أحكامها 10
7 حكم الماء المستعمل في رفع الحدث والخبث 11
8 حكم الأواني والأوعية والظروف إذا حصل فيها نجاسة 13
9 مقدمات الوضوء 16
10 النية واشتراطها في الطهارة 19
11 كيفية الوضوء وبيان أحكامه 20
12 حكم من ترك الطهارة متعمدا أو ناسيا 24
13 نواقض الوضوء 26
14 غسل الجنابة وأحكامها 27
15 التيمم وكيفيته وأحكامه 30
16 كيفية تطهير الثياب والأبدان من النجاسات 35
17 الأغسال المفروضة والمسنونة 40
18 الحيض وحقيقته وأحكامه 41
19 الاستحاضة وأقسامها وأحكام المضطربة 45
20 النفاس وأحكامه 68
21 * كتاب الصلاة * أقسام الصلاة وأعدادها وعدد ركعاتها في السفر والحضر 70
22 المواقيت، والإشارة إلى الوقتين لكل فريضة 72
23 القبلة وأحكامها وحكم المشاهد والنائي 77
24 ما يجوز الصلاة فيه من اللباس 82
25 ما يجوز الصلاة فيه من المكان 84
26 الستر والساتر 87
27 ما يجوز السجود عليه وما لا يجوز 89
28 حكم الثوب والبدن والأرض إذا أصابته النجاسة 90
29 الأذان والإقامة وذكر فصولهما وأحكامهما 95
30 ما يقارن حال الصلاة 99
31 القيام وذكر أحكامه في الصلاة 100
32 النية وبيان أحكامها 101
33 تكبيرة الافتتاح وبيان أحكامها 102
34 القراءة وأحكامها 105
35 الركوع والسجود وأحكامهما 109
36 التشهد وأحكامه 115
37 تروك الصلاة وما يقطعها 117
38 أحكام السهو والشك في الصلاة 119
39 حكم قضاء الصلوات، وحكم تاركها 125
40 ذكر صلاة أصحاب الاعذار 129
41 النوافل من الصلاة 131
42 النوافل الزائدة في شهر رمضان 133
43 صلاة الاستسقاء 134
44 صلاة المسافر 136
45 صلاة الجمعة 143
46 صلاة الجماعة 152
47 صلاة الخوف 163
48 صلاة العيدين 169
49 صلاة الكسوف 172
50 أحكام الجنائز 174
51 * كتاب الزكاة * حقيقة الزكاة وما يجب فيها وبيان شروطها 190
52 زكاة الإبل 191
53 زكاة البقر 197
54 زكاة الغنم 198
55 زكاة الذهب والفضة 209
56 زكاة الغلات 214
57 مال التجارة هل فيه زكاة أم لا؟ 220
58 وقت وجوب الزكاة وتقديمها قبل وجوبها أو تأخيرها 227
59 اعتبار النية في الزكاة 232
60 حكم مال الأطفال والمجانين 234
61 حكم الأراضي الزكوي 234
62 ما يجب فيه الخمس 236
63 زكاة الفطرة 239
64 قسمة الزكاة والأخماس والأنفال 244
65 أحكام المستحقين 254
66 من يأخذ الصدقة مع الغنى والفقر ومن لا يأخذها إلا مع الفقر 255
67 قسمة الأخماس 262
68 الأنفال ومن يستحقها 263
69 * كتاب الصوم * حقيقة الصوم وشرائط وجوبه 265
70 علامة شهر رمضان، ووقت الصوم والافطار 267
71 ما يمسك عنه الصائم 269
72 النية وأحكامها في الصوم 276
73 أقسام الصوم 279
74 حكم ذوي الاعذار من المريض والمسافر وغيرهما 283
75 قضاء ما فات من الصوم 286
76 * كتاب الاعتكاف * ما يمنع الاعتكاف منه وما لا يمنع 292
77 ما يفسد الاعتكاف وما يلزمه من الكفارة 294
78 * كتاب الحج * حقيقة الحج والعمرة وشرائط وجوبهما 296
79 أنواع الحج وشرائطها 306
80 المواقيت وأحكامها 311
81 كيفية الاحرام 314
82 ما يجب على المحرم اجتنابه 317
83 الاستيجار للحج 322
84 حكم العبيد والمكاتبين والمدبرين في الحج 327
85 حكم الصبيان في الحج 328
86 حكم النساء في الحج 330
87 حكم المحصور والمصدود 332
88 ما يلزم المحرم من الكفارة بما يفعله من المحضورات عمدا أو ناسيا 336
89 دخول مكة والطواف بالبيت 355
90 السعي وأحكامه 361
91 الاحرام بالحج ونزول منى وعرفات والمشعر 364
92 نزول منى بعد الإفاضة من المشعر وقضاء المناسك بها 368
93 النفر بمنى ووداع البيت ودخول الكعبة 380
94 تفصيل فرائض الحج 382
95 الزيادات من فقه الحج 384
96 * كتاب الضحايا والعقيقة * حقيقة الضحية وأحكامها 387
97 العقيقة وأحكامها 394