بل في شرح الأستاذ أن عليه كثير من أصحابنا وليس بذلك البعيد لأن الظاهر من أخبار الساحر والسحرة إرادة من يخشى ضرره، وإن كان فيه إنا لم نتحقق النسبة المزبورة، بل في جملة من كتب الفاضل والدروس وغيرها، جواز حله بالقرآن والذكر والأقسام ونحوها لا بشئ منه، نعم نص الشهيدان والفاضل الميسي والكاشاني على ما حكى عن بعضهم على جواز تعلمه للتوقي به، ولدفع المتبني بالسحر بل قالوا ربما وجب للأخير، مع أن المحكي عن الفاضل وظاهر الأكثر المنع أيضا، ولعله لاطلاق أدلته واحتمال استلزامه للتكلم بمحرم أو فعل محرم، والنصوص السابقة مع قصورها عما دل على الحرمة من وجوه محتملة للحل بغيره، ولإرادة كشف حقيقة السحر على وجه لا يغتر به الناس، ويلبس عليهم الأمر في الفرق بينه وبين المعجز الدال على النبوة وآيات الله المستدل بها على وجوده ووحدانيته لا أن المراد منها فعل السحر لذلك، بل لعل تعليم الملكين الناس السحر لذلك أيضا مع أنهما كما قال (1) الصادق عليه السلام: في خبر الاحتجاج (موضع ابتلاء وموقف فتنة تسبيحهم اليوم لو فعل الانسان كذا وكذا لكان كذا ولو يعالج بكذا وكذا لصار كذا أصناف السحر فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما فيقولان لهم إنما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم) وفي ذيل خبر العيون (2) وتفسير الإمام المتقدم (وهذا كما يدل على أن السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم ثم يقال للمتعلم ذلك هذا السم فمن رأيته يسم فادفع غائلته بكذا وإياك أن تقتل بالسم، إلى آخره ونبوة المتنبي بالسحر
(٧٧)