هو أيضا (1) (من المنافقين وشر عباد الله تعالى) (2) (وفي يوم القيامة يجعل الله له لسانين من نار، دالعا أحدهما من قفاه وآخر من قدامه يلتهبان خده، ويعرف بذي اللسانين في ذلك اليوم) (3) (وبئس العبد، عبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر) نعم ربما يجتمعان في فرد كما أنهما قد يجتمعان مع غيرهما من المعاصي السابقة وغيرها، نعوذ بالله العظيم من هذه الخصال الذميمة، ومما يولدها من الأغراض الدنية والصفات الرذيلة.
ولقد تكفل علم الأخلاق شرح دائها ودوائها وبيان كثيرها افراد الخفية ولقد تصدى ثاني الشهيدين في رسالته في المقام لكثير من ذلك، وكسب المؤمنين وشتمهم والنيل منهم لغير مصلحة ترجح على المفسدة من غير فرق بين الأخيار والأشرار، عدا الظالمين منهم والمتجاهرين منهم بالكبائر، فإن السيرة على التقرب إلى الله بسبهم، وإن (4) ورد أن سباب المؤمن فسق، بل تطابقت الأدلة الثلاثة أو الأربعة على حرمة (5) ايذاء المؤمن وإهانته وهتك حرمته وظلمه في نفس أو مال أو عرض وكمدح المذموم بما استحق الذم عليه وذم الممدوح كذلك على وجه يترتب عليه فساد واغراء بالجهل، أما مدح الأول بما فيه من الصفات الحسنة، وذم الآخر بما فيه من صفات الذم على وجه لا يكون غيبة ونحوها فلا بأس به، وإن استحق كل منهما الذم والمدح من جهة أخرى