بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله خالق الأفلاك ومديرها ومزينها بالشهب الثاقبة ومنيرها وجاعل حركات السيارات دالة على اختلاف أحوال الكائنات وتدبيرها ومظهر حكمه في ابداعه لأنواع موجودات العالم وتصويرها المتفضل بسوابغ الانعام قليلها وكثيرها. العادل فيما قضاه وأمضاه من الاحكام وتقديرها. الذي شرف نوع الانسان بالعقل الهادي إلى أدلة التوحيد ونحريرها. وأهل خاصة العلماء لاستثمار أحكام الشريعة من مداركها وتقريرها حتى استقرت قاعدة الدين وظهرت حكمته في جمعها وتحبيرها.
واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منجية من صغير الموبقات وكبيرها واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي أزال واضح برهانه وأزاح بصادق بيانه. ما ظهر من شبه الملحدة وتزويرها. صلى الله عليه وعلى آله وصحابته المؤازرين له في اظهار دعوته بحدها وتشميرها والسلام.
وبعد: فإنه لما كانت الأحكام الشرعية والقضايا الفقهية وسائل مقاصد المكلفين ومناط مصالح الدنيا والدين. وأجل العلوم قدرا وأعلاها شرفا وذكرا. لما يتعلق بها من مصالح العباد في المعاش والمعاد كانت أولى بالالتفات إليها. وأجدر بالاعتماد عليها.
وحيث كان لا سبيل إلى استثمارها. دون النظر في مسالكها ولا مطمع في اقتناصها. من غير التفات إلى مداركها كان من اللازمات والقضايا الواجبات البحث في أغوارها. والكشف عن اسرارها والإحاطة بمعانيها. والمعرفة بمبانيها حتى تذلل طرق الاستثمار وينقاد جموح غامض الأفكار ولذلك كثر تدآبي وطال اغترابي. في جمع فوائدها. وتحقيق فرائدها. من