مباحثات الفضلاء ومطارحات النبلاء حتى لان من معركها ما استصعب على المتدربين وظهر منها ما خفي على حذاق المتبحرين وأحطت منها بلباب الألباب.
واحتويت من معانيها على العجب العجاب فأحببت ان أجمع فيها كتابا حاويا لجميع مقاصد قواعد الأصول مشتملا على حل ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول متجنبا للاسهاب وغث الاطناب مميطا للقشرة عن اللباب خدمة لمولانا السلطان الملك المعظم المكرم سلطان الأجواد والامجاد.
اجل العالم وأفضل من تمتد إليه أعناق الهمم والعزائم. ملك أرباب الفضائل. ناقد خلاص الأفاضيل. باعث أموات الخواطر. ناشر رفات العلوم.
الدواثر بما خصه الله به من الفضائل التي حاز بها قصب سبق الأولين.
والمناقب التي يقف دون احصائها عد الحاصرين فبيده زمامها. واليه حلها وإبرامها. وبه كشف أغوارها. والميز بين ظلمها وأنوارها أدام الله سعادته إدامة لا تغرب طوالعها. ولا تنضب مشارعها وان كنت في ضرب المثال كحامل تمر إلى هجر أو طل إلى مطره لكنه أقصى درجات القدر. وغاية منال أفكار البشر وأرجو ان يصادف منه القبول وان يقع منه الاغضاء عما فيه من الغفلة والذهول.
(وسميته كتاب الأحكام في أصول الاحكام) وقد جعلته مشتملا على أربع قواعد.
الأولى في تحقيق مفهوم أصول الفقه ومباديه.