أنه قتل زيدا يوم النحر بمكة فتبطل شهادة الفريقين لتضادهما إذ قد علمنا كذب أحدهما وكل واحد منهما يثبت كونه بالموضع الذي ذكره في شهادته في الحال التي أثبت الآخر كونه بالموضع الآخر وذلك متناف متضاد لا يصح إثباته وليس أحد الفريقين بأولى بقبول شهادته من الآخر فسقطت شهادتهما جميعا فقد تبين بما ذكرنا أن مسألة السائل عما وصفنا ليست من تعارض الخبرين المتضادين اللذين يجوز على كل واحد منهما أن يكون هو الناسخ لصاحبه في شئ وإنما نظير المسألة التي سأل عنها السائل أن يرد خبران متضادان في عين واحدة يخبر كل واحد منهما عنه بحال تضاد ما أخبر عنه به صاحبه فيحتاج حينئذ فيه إلى اعتبار آخر نحو ما روي أن النبي عليه السلام تزوج ميمونة وهو محرم وما روي أنه تزوجها وهو حلال وكان ذلك تزويجا واحدا ونحو ما
(٣٠٤)