فلا تصوموا ولا تصلوا فثبت أن اعتقاد معنى الخبر يجري في حكم العقل على شاكلة واحدة كاعتقاد التوحيد والعدل وتصديق الرسل عليهم السلام فلا يجوز ورود النسخ على واحد منهما ومن جوز النسخ في اعتقاد معاني خبر الله تعالى وخبر الرسول عليه السلام فقد وصف الله تعالى بالبداء وأنه ظهر له في الثاني ما لم يكن علمه قبل لأن البداء معناه الظهور قال الله تعالى لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم يعني إن تظهر لكم وقال تعالى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ومن جوز البداء على الله تعالى فهو خارج عن ملة الإسلام فإن قال قائل قال الله تعالى يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وهذا يدل على جواز نسخ الأخبار إذا شاء الله تعالى نسخها قيل له ليس في الآية دلالة على ما ذكرت لأنه لم يقل تعالى يمحوا الله ما يشاء من معاني الأخبار الواردة من جهته فإن تعلقت بعمومه فجعلته على الخبر وغيره فالواجب عليك أولا أن تثبت أن نسخ معاني الأخبار مما يجوز أن يشاءه الله وقد دللنا آنفا على أن هذا سفه وقبح لا يجوز أن يشاءه الله تعالى والاحتجاج بظاهر في هذا المعنى باطل ساقط وعلى أنه لو ثبت أن المراد نسخ الخبر لكان المعنى نسخ تلاوته لا مخبره لأنه ليس هو الخبر وقد بينا جواز نسخ التلاوة وامتناع جواز نسخ اعتقاد مخبره
(٢٠٥)