وأيضا فقد يكون بيانا ما لا يشتمل عليه هذا الوصف لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء العشر إذ كان بيانا لقوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده لم يكن هذا القول مما يصح وصفه بأنه معان مجتمعة الأصول متشعبة الفروع وهو مع ذلك بيان صحيح فإن قال قائل لا يلزمه ما ذكرت لأن هذا أحد أقسام البيان لا جميعه قيل له أو ليس هو بيانا في نفسه مع ذلك وما حده بالوصف الذي ذكر يقتضي أن يكون المذكور شرطا لجميع ما سمي بيانا فلا يجوز إذا كان هذا هكذا أن يحد البيان بما لا يجوز أن يخرج عنه لأن التحديد يقتضي ألا يخرج عن الحد ما هو منه كما لا يدخل فيه ما ليس منه فإذا وجدنا بيانا صحيحا لا يحصره الحد الذي ذكره للبيان فقد وضح بطلان تحديده وأيضا فإن الرجل أخبر عن البيان ما هو والبيان اسم جنس لدخول الألف واللام يقتضي استيعاب جميعه فواجب على قضيته أن لا بيان إلا ما كان بهذا الوصف وقد نقض هو ذلك بكل قسم من الأقسام التي ذكرها للبيان لأن كل قسم منها ليس بهذا الوصف وأيضا فإنه سمى قوله تعالى فتم ميقات ربه أربعين ليلة بيانا لقوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشرة وهذا لا يسميه أحد بيانا في شرع ولا لغة لأن البيان هو إظهار المعنى وإيضاحه منفصلا مما يلتبس به
(١٣)