أطرافه، كعادته في جميع أبحاثه. وقد ختم البحث بقوله السديد:
والإنصاف: أنه لم يحصل في مسألة يدعى فيها الإجماع من الإجماعات المنقولة والشهرة العظيمة والأمارات الكثيرة الدالة على العمل ما حصل في هذه المسألة، فالشاك في تحقق الإجماع في هذه المسألة لا أراه يحصل له الإجماع في مسألة من المسائل الفقهية، اللهم إلا في ضروريات المذهب.
وأضاف (1) لكن الإنصاف: أن المتيقن من هذا كله الخبر المفيد للاطمئنان لا مطلق الظن (2).
ونحن له من المؤيدين. جزاه الله خير ما يجزي العلماء العاملين.
- د - دليل حجية خبر الواحد من بناء العقلاء إنه من المعلوم قطعا الذي لا يعتريه الريب استقرار بناء العقلاء طرا واتفاق سيرتهم العملية - على اختلاف مشاربهم وأذواقهم - على الأخذ بخبر من يثقون بقوله ويطمئنون إلى صدقه ويأمنون كذبه، وعلى اعتمادهم في تبليغ مقاصدهم على الثقات. وهذه السيرة العملية جارية حتى في الأوامر الصادرة من ملوكهم وحكامهم وذوي الأمر منهم.
وسر هذه السيرة: أن الاحتمالات الضعيفة المقابلة ملغية (3) بنظرهم لا يعتنون بها، فلا يلتفتون إلى احتمال تعمد الكذب من الثقة، كما لا يلتفتون إلى احتمال خطأه واشتباهه أو غفلته.