الإخبار، لا كما زعمه التفتازاني في شرح التلخيص (1)، وحروف الاستفهام الواردة لغير طلب الفهم كالتقرير والتوبيخ والإنكار، وليس كما زعمه صاحب مغني اللبيب (2).
فقال: «قد تخرج الهمزة من معناه الحقيقي فترد لثمانية أوجه» (3).
ومن المضحك عده الاستبطاء منها، وتمثيله له بقوله تعالى: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله (4) (5) إذ من الواضح أن ليس معنى الهمزة وحدها، بل هو معنى حرف الاستفهام الوارد على حرف الجحد، الداخل على فعل يدل بمادته على القرب.
فإذا كان جميع ذلك معنى الهمزة فما ذا حبسه عن الجري على ذلك إلى آخر الآية، ويجعل معنى الهمزة استبطاء خشوع قلوب المؤمنين لذكر الله تعالى؟ وبالجملة جميع ذلك وأشباهه الكثيرة قد نشأ عن الخلط بين الداعي إلى الاستعمال وبين نفس الاستعمال.