العلامة الأصولي من تاريخه الأصولي بعد أن كانت دراسة الأصول الفقهية - لوجود الإمام (ع) - شيئا مسكوتا عنه، إذا ما قيس بالنسبة لمشاغلهم الأخرى، من فقه وحديث وتفسير وغيرها.
لكنهم بعد ذلك!! أخذوا يعطون هذا الجانب من مهم حياتهم كل ما يليق به، من حدب وجهد وشوق، متخذين من الاحتياطي التشريعي قرآنا وسنة، لاستنباطهم ذريعة، ومن التلاقح الفكري بين روادهم وأولئك الفطاحل من غيرهم، لقواعدهم عدة،...
فكان أن بات الأصول من الفقه، يتخذ لنفسه طابعا جديا من التخصص في مواضيعه من جهة، والتوسع في فصوله من جهة ثانية، والتعمق في بحوثه من جهة ثالثة.
إلا أن هذا التقدم توقف برهة، وهو لما يزل في بداية أشواطه، بعد ما خيم على ربوعه الدمار التتري، فكاد العلم منه أن يلفظ أنفاسه، حين مني بخسارة فادحة، بحرق وضياع تراثه.
هنا!! وعلى أعقاب ذلك الزحف المغولي، برز علامتنا الحلي والنخبة المؤمنة من رفقته، جنود العلم ورواده، فواصلوا المسيرة لمرحلة ما بعد الزحف، حيث عملوا جاهدين، على إعادة بناء ذلك الوليد الأصولي، فالصعود به شابا على أسس متينة من البحث والتتبع والاستقصاء.
فكانوا بذلك: الامتداد الطبيعي للخط الامامي في عرض هذا العلم