المرسلين (160) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون (161) إني لكم رسول أمين (162) فاتقوا الله وأطيعون (163) وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين (164) قوله تعالى: (إنما أنت من المسحرين) قال الزجاج: أي: ممن له سحر، والسحر: الرئة، والمعنى: أنت بشر مثلنا. وجائز أن يكون من المفعلين من السحر، والمعنى: ممن قد سحر مرة بعد مرة.
قوله تعالى: (لها شرب) أي: حظ من الماء. و قال ابن عباس: لها شرب معروف لا تحضروه معها، ولكم شرب لا تحضر معكم، فكانت إذا كان يومهم حضروا الماء فاقتسموه، وإذا كان يومها شربت الماء كله. وقال قتادة: كانت إذا كان يوم شربها، شربت ماءهم أول النهار، وسقتهم اللبن آخر النهار. وقرأ أبي بن كعب، وأبو المتوكل، وأبو الجوزاء، وابن أبي عبلة: " لها شرب " بضم الشين.
قوله تعالى: (فأصبحوا نادمين) قال ابن عباس: ندموا حين رأوا العذاب، على عقرها، وعذابهم كان بالصيحة.
أتأتون الذكران من العالمين (165) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون (166) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين (167) قال إني لعملكم من القالين (168) رب نجني وأهلي مما يعملون (169) فنجيناه وأهله أجمعين (170) إلا عجوزا في الغابرين (171) ثم دمرنا الآخرين (172) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (173) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين (174) وإن ربك لهو العزيز الرحيم (175) قوله تعالى: (أتأتون الذكران) وهو جمع ذكر (من العالمين) أي: من بني آدم، (وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم) قال الزجاج: وقرأ ابن مسعود: " ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم " يعني به الفروج. وقال مجاهد: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال.
قوله تعالى: (بل أنتم قوم عادون) أي: ظالمون معتدون. (قالوا لئن لم تنته) أي: لئن لم تسكت عن نهينا (لتكونن من المخرجين) من بلدنا. (قال إني لعملكم) يعني: إتيان الرجال (من