حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا إسحاق الرازي، عن أبي سنان، عن ثابت عن الضحاك: يتفيأ ظلاله قال: سجد ظل المؤمن طوعا، وظل الكافر كرها.
وقال آخرون: بل عنى بقوله يتفيأ ظلاله كلا عن اليمين والشمائل في حال سجودها، قالوا: وسجود الأشياء غير ظلالها. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد وحدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، قالا: ثنا حكام، عن أبي سنان، عن ثابت عن الضحاك، في قول الله: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله قال: إذا فاء الفئ توجه كل شئ ساجدا قبل القبلة من نبت أو شجر، قال: فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك.
حدثني المثنى، قال: أخبرنا الحماني، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال:
ثنا شريك، عن منصور، عن مجاهد في قول الله: يتفيأ ظلاله قال: إذا زالت الشمس سجد كل شئ لله عز وجل.
وقال آخرون: بل الذي وصف الله بالسجود في هذه الآية ظلال الأشياء، فإنما يسجد ظلالها دون التي لها الظلال. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله قال: هو سجود الظلال، ظلال كل شئ ما في السماوات وما في الأرض من دابة، قال: سجود ظلال الدواب، وظلال كل شئ.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيأ ظلاله ما خلق من كل شئ عن يمينه وشمائله، فلفظ ما لفظ عن اليمين والشمائل، قال: ألم تر أنك إذا صليت الفجر كان ما بين مطلع الشمس إلى مغربها ظلا؟ ثم بعث الله عليه الشمس دليلا، وقبض الله الظل.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر في هذه الآية أن ظلال الأشياء هي التي تسجد، وسجودها: ميلانها ودورانها من جانب إلى جانب وناحية إلى ناحية، كما قال ابن عباس يقال من ذلك: سجدت النخلة إذا مالت، وسجد البعير وأسجد: إذا أميل للركوب. وقد بينا معنى السجود في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته.