حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: سفيان: وما أنتم له بخازنين قال: بمانعين. القول في تأويل قوله تعالى:
(وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون ئ ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين ئ وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم) يقول تعالى ذكره: وإنا لنحن نحيي من كان ميتا إذا أردنا ونميت من كان حيا إذا شئنا. ونحن الوارثون يقول: ونحن نرث الأرض ومن عليها بأن نميت جميعهم، فلا يبقى حي سوانا إذا جاء ذلك الاجل. وقوله: ولقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ولقد علمنا من مضى من الأمم فتقدم هلاكهم، ومن قد خلق وهو حي، ومن لم يخلق بعد ممن سيخلق. ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال: المستقدمون:
من قد خلق ومن خلا من الأمم والمستأخرون: من لم يخلق.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم، قال: ثنا عمرو بن قيس، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، في قوله: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال: هم خلق الله كلهم، قد علم من خلق منهم إلى اليوم، وقد علم من هو خالقه بعد اليوم.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن التيمي، عن أبيه، عن عكرمة، قال: إن الله خلق الخلق ففرغ منهم، فالمستقدمون: من خرج من الخلق، والمستأخرون: من بقي في أصلاب الرجال لم يخرج.
حدثني محمد بن أبي معشر، قال: أخبرني أبو معشر، قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود يذاكر محمد بن كعب في قول الله: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين فقال عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: خير صفوف الرجال المقدم، وشر صفوف الرجال المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم. فقال محمد بن كعب: ليس هكذا ولقد علمنا المستقدمين