أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) * ثم نسخ واستثنى من ذلك فقال ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم وهو عبد الله بن أبي سرح الذي الذي كان يكنب لرسول الله (ص) فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به النبي (ص) أن يقتل يوم فتح مكة فاستجار له أبو عمرو فأجاره النبي (ص). القول في تأويل قوله تعالى:
* (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون) *.
يقول تعالى ذكره: إن ربك من بعدها لغفور رحيم يوم تأتي كل نفس تخاصم عن نفسها، وتحتج عنها بما أسلفت في الدنيا من خير أو شر أو إيمان أو كفر. وتوفي كل نفس ما عملت في الدنيا من طاعة ومعصية. وهم لا يظلمون: يقول: وهم لا يفعل بهم إلا ما يستحقونه ويستوجبونه بما قدموه من خير أو شر، فلا يجزي المحسن إلا بالاحسان ولا المسئ إلا بالذي أسلف من الإساءة، لا يعاقب محسن ولا يبخس جزاء إحسانه، ولا يثاب مسئ إلا ثواب عمله.
واختلف أهل العربية في السبب الذي من أجله قيل تجادل فأنث الكل، فقال بعض نحويي البصرة: قيل ذلك لان معنى كل نفس: كل انسان، وأنث لان النفس تذكر وتؤنث، يقال: ما جاءني نفس واحد وواحدة. وكان بعض أهل العربية يرى هذا القول من قائله غلطا ويقول: كل إذا أضيفت إلى نكرة واحدة خرج الفعل على قدر النكرة: كل امرأة قائمة، وكل رجل قائم، وكل امرأتين قائمتان، وكل رجلين قائمان، وكل نساء قائمات، وكل رجال قائمون، فيخرج على عدد النكرة وتأنيثها وتذكيرها، ولا حاجة به إلى تأنيث النفس وتذكيرها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) *.