حدثني المثنى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة يقول: عند الموت حين تتوفاهم، أو يأتي أمر ربك ذلك يوم القيامة. القول في تأويل قوله تعالى:
(فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون) يقول تعالى ذكره: فأصاب هؤلاء الذين فعلوا من الأمم الماضية فعل هؤلاء المشركين من قريش سيئات ما عملوا يعني عقوبات ذنوبهم ونقم معاصيه التي اكتسبوها.
وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون يقول: وحل بهم من عذاب الله ما كانوا يستهزئون منه ويسخرون عند إنذارهم ذلك رسل الله، ونزل ذلك بهم دون غيرهم من أهل الايمان بالله.
القول في تأويل قوله تعالى:
(وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) يقول تعالى ذكره: وقال الذين أشركوا بالله فعبدوا الأوثان والأصنام من دون الله:
ما نعبد هذه الأصنام إلا لان الله قد رضي عبادتنا هؤلاء، ولا نحرم ما حرمنا من البحائر والسوائب إلا أن الله شاء منا ومن آبائنا تحريمناها ورضيه، لولا ذلك لقد غير ذلك ببعض عقوباته أو بهدايته إيانا إلى غيره من الأفعال. يقول تعالى ذكره: كذلك فعل الذين من قبلهم من الأمم المشركة الذين استن هؤلاء سنتهم، فقالوا مثل قولهم، وسلكوا سبيلهم في تكذيب رسل الله واتباع أفعال آبائهم الضلال. وقوله: فهل على الرسل إلا البلاغ المبين يقول جل ثناؤه: فهل أيها القائلون لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا على رسلنا الذين نرسلهم بانذاركم عقوبتنا على كفركم، إلا البلاغ المبين يقول: إلا أن تبلغكم ما أرسلنا إليكم من الرسالة. ويعني بقوله المبين: الذي يبين عن معناه لمن أبلغه، ويفهمه من أرسل إليه.
القول في تأويل قوله تعالى: