حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أنه سئل عن لحوم الخيل، فقال:
اقرأ التي قبلها: والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة فجعل هذه للأكل، وهذه للركوب.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن أبيه، عن الحكم: والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون فجعل منه الأكل. ثم قرأ حتى بلغ: والخيل والبغال والحمير لتركبوها قال: لم يجعل لكم فيها أكلا. قال:
وكان الحكم يقول: والخيل والبغال والحمير حرام في كتاب الله.
حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، قال: لحوم الخيل حرام في كتاب الله. ثم قرأ: والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع... إلى قوله: لتركبوها.
وكان جماعة غيرهم من أهل العلم يخالفونهم في هذا التأويل، ويرون أن ذلك غير دال على تحريم شئ، وأن الله جل ثناؤه إنما عرف عباده بهذه الآية وسائر ما في أوائل هذه السورة نعمة عليهم ونبههم به على حججه عليهم وأدلته على وحدانيته وخطأ فعل من يشرك به من أهل الشرك. ذكر بعض من كان لا يرى بأسا بأكل لحم الفرس:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود: أنه أكل لحم الفرس.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بنحوه.
حدثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: نحر أصحابنا فرسا في النجع وأكلوا منه، ولم يروا به بأسا.
والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثاني، وذلك أنه لو كان في قوله تعالى ذكره: لتركبوها دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للركوب للأكل لكان في قوله: فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للأكل