نزل شئ فنزلت: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال: ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي بكر بن حفص، قال: لما نزلت: أتى أمر الله رفعوا رؤوسهم، فنزلت: فلا تستعجلوه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا أبو بكر بن شعيب، قال: سمعت صادق أبا يقرأ: يا عبادي أتى أمر الله فلا تستعجلوه.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو تهديد من أهل الكفر به وبرسوله، وإعلام منه لهم قرب العذاب منهم والهلاك وذلك أنه عقب ذلك بقوله سبحانه وتعالى: عما يشركون فدل بذلك على تقريعه المشركين ووعيده لهم. وبعد، فإنه لم يبلغنا أن أحدا من أصحاب رسول الله (ص) استعجل فرائض قبل أن تفرض عليهم فيقال لهم من أجل ذلك: قد جاءتكم فرائض الله فلا تستعجلوها. وأما مستعجلو العذاب من المشركين، فقد كانوا كثيرا.
وقوله سبحانه وتعالى: عما يشركون يقول تعالى ذكره: تنزيها لله وعلوا له عن الشرك الذي كانت قريش ومن كان من العرب على مثل ما هم عليه يدين به.
واختلفت القراء في قراءة قوله تعالى: عما يشركون فقرأ ذلك أهل المدينة وبعض البصريين والكوفيين: عما يشركون بالياء على الخبر عن أهل الكفر بالله وتوجيه للخطاب بالاستعجال إلى أصحاب رسول الله (ص)، وكذلك قرأوا الثانية بالياء. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة بالتاء على توجيه الخطاب بقوله: فلا تستعجلوه إلى أصحاب رسول الله (ص)، وبقوله تعالى: عما تشركون إلى المشركين. والقراءة بالتاء في الحرفين جميعا على وجه الخطاب للمشركين أولى بالصواب لما بينت من التأويل أن ذلك إنما هو وعيد من الله للمشركين ابتدأ أول الآية بتهديدهم وختم آخرها بنكير فعلهم واستعظام كفرهم على وجه الخطاب لهم. القول في تأويل قوله تعالى: