فلذلك جاز حذفه، ومثله قوله تعالى: وأوتيت من كل شئ يعني به: وأوتيت من كل شئ في زمانها شيئا. وقد قيل: إن ذلك إنما قيل على التكثير، نحو قول القائل: فلان يعلم كل شئ، وأتاه كل الناس، وهو يعني بعضهم، وكذلك قوله: فتحنا عليهم أبواب كل شئ. وقيل أيضا: إنه ليس شئ إلا وقد سأله بعض الناس، فقيل: وآتاكم من كل ما سألتموه أي قد آتي بعضكم منه شيئا، وآتى آخر شيئا مما قد سأله. وهذا قول بعض نحويي أهل البصرة.
وكان بعض نحويي أهل الكوفة يقول: معناه: وأتاكم من كل ما سألتموه لو سألتموه، كأنه قيل: وآتاكم من كل سؤلكم وقال: ألا ترى أنك تقول للرجل لم يسألك شيئا: والله لأعطينك سؤلك ما بلغت مسألتك وإن لم يسأل؟
فأما أهل التأويل، فإنهم اختلفوا في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: وآتاكم من كل ما رغبتم إليه فيه. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء وحدثني الحسن بن محمد، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: من كل ما سألتموه ورغبتم إليه فيه.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وحدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وحدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن: وآتاكم من كل ما سألتموه قال: من كل الذي سألتموه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وآتاكم من كل الذي سألتموه والذي لم تسألوه. ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا خلف، يعني ابن هشام، قال: ثنا