أرسل إلي عمر بن عبد العزيز فقال يا مولى ابن عباس إني حلفت أن لا أفعل كذا وكذا حينا فما الحين الذي يعرف به قلت إن من الحين حينا لا يدرك ومن الحين حين يدرك فأما الحين الذي لا يدرك فقول الله هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا والله ما يدري كم أتى له إلى أن خلق وأما الذي يدرك فقوله تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها فهو ما بين العام إلى العام المقبل فقال أصبت يا مولى ابن عباس ما أحسن ما قلت.
حدثنا ابن حميد قال ثنا جرير عن عطاء قال أتى رجل ابن عباس فقال إني نذرت أن لا أكلم رجلا حينا فقال ابن عباس تؤتي أكلها كل حين فالحين سنة.
وقال آخرون بل الحين في هذا الموضع شهران ذكر من قال ذلك.
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد قال ثنا محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة قال جاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال إني حلفت أن لا أكلم فلانا حينا فقال قال الله تعالى تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها قال هي النخلة لا يكون منها أكلها الا شهرين فالحين شهران.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال عنى بالحين في هذا الموضع غدوة وعشية وكل ساعة لان الله تعالى ذكره ضرب ما تؤتى هذه الشجرة كل حين من الأكل لعمل المؤمن وكلامه مثلا ولا شك أن المؤمن يرفع له إلى الله في كل يوم صالح من العمل والقول لا في كل سنة أوفى كل ستة أشهر أوفي كل شهرين فإذا كان ذلك كذلك فلا شك أن المثل لا يكون خلافا للمثل به في المعنى وإذا كان ذلك كذلك كان بينا صحة ما قلنا فإن قال قائل فأي نخلة تؤتي في كل وقت أكلا صيفا وشتاء قيل أما في الشتاء فإن الطلع من أكلها وأما في الصيف فالبلح والبسر والرطب والتمر و ذلك كله من أكلها وقوله تؤتي أكلها فإنه كما حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها قال يؤكل ثمرها في الشتاء والصيف.