فوصف اليومين بالغيمين وإنما يكون الغيم فيهما وقد يجوز أن يكون أريد به في يوم عاصف الريح فحذفت الريح لأنها قد ذكرت قبل ذلك فيكون ذلك نظير قول الشاعر:
إذا جاء يوم مظلم الشمس كاسف يريد كاسف الشمس وقبل هو من نعت الريح خاصة غير أنه لما جاء بعد اليوم أتبع اعرابه وذلك أن العرب تتبع الخفض الخفض في النعوت كما قال الشاعر:
تريك سنة وجه غير مقرفة * ملساء ليس بها خال ولا ندب فخفض غير اتباعا لاعراض الوجه وإنما هي من نعت السنة والمعنى سنة وجه غير مقرفة وكما قالوا هذا حجر ضب خرب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج في قوله كرماد اشتدت به الريح قال حملته الريح في يوم عاصف.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله مثل الذين كفروا بهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح