ولا أراها تزال ظالمة * تحدث لي نكبة وتنكؤها يريد: أراها لا تزال ظالمة، فقدم الجحد عن موضعه من تزال، وكما قال الآخر:
إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ * فدعه وواكل حاله واللياليا يجئن على ما كان من صالح به * وإن كان فيما لا ترى الناس آليا يعني: وإن كان فيما يرى الناس لا يألو.
وقال آخرون: بل هي مرفوعة بغير عمد. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: أخبرنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن إياس بن معاوية، في قوله: رفع السماوات بغير عمد ترونها قال: السماء مقببة على الأرض مثل القبة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: بغير عمد ترونها قال: رفعها بغير عمد.
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال الله تعالى: الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها فهي مرفوعة بغير عمد نراها، كما قال ربنا جل ثناؤه. ولا خبر بغير ذلك، ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه.
وأما قوله: ثم استوى على العرش فإنه يعني: علا عليه.