وعلي عمامة لي، قال: فنزعت لوثا أو لوثين لأتصدق بهما قال ثم أدركني ما يدرك ابن آدم، فعصبت بها رأسي. قال: فجاء رجل لا أرى بالبقيع رجلا اقصر قمه، ولا أشد سوادا، ولا أذم لعيني منه، يقود ناقة لا أرى بالبقيع أحسن منها، ولا أجمل منها، قال: أصدقة هي يا رسول الله قال: نعم. قال: فدونكها، فألقى بخطامها أو بزمامها. قال: فلمزه رجل جالس، فقال: والله إنه ليتصدق بها ولهي خير منه فنظر إليه رسول الله (ص)، فقال:
بل هو خير منك ومنها. يقول ذلك نبينا (ص).
13230 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، يقول: الذي تصدق بصاع التمر فلمزه المنافقون، أبو خيثمة الأنصاري.
13231 - حدثني المثنى، قال: ثنا محمد بن رجاء أبو سهل العباداني قال: ثنا عامر بن يساف اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير اليمامي، قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله مالي ثمانية آلاف، جئتك بأربعة آلاف فاجعلها في سبيل الله، وأمسكت أربعة آلاف لعيالي فقال رسول الله (ص): بارك الله فيما أعطيت وفيما أمسكت وجاء رجل آخر فقال: يا رسول الله، بت الليلة أجر الماء على صاعين، فأما أحدهما فتركت لعيالي، وأما الآخر فجئتك به، اجعله في سبيل الله فقال:
بارك الله فيما أعطيت وفيما أمسكت فقال ناس من المنافقين: والله ما أعطى عبد الرحمن إلا رياء وسمعة، ولقد كان الله ورسوله غنيين عن صاع فلان فأنزل الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات يعني عبد الرحمن بن عوف، والذين لا يجدون إلا جهدهم يعني صاحب الصاع، فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم.
13232 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال ابن عباس: أمر النبي (ص) المسلمين أن يجمعوا صدقاتهم، وإذا عبد الرحمن بن عوف قد جاء بأربعة آلاف، فقال: هذا مالي أقرضه الله وقد بقي لي مثله