الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله، وكان ماله ثمانية آلاف دينار، فتصدق بأربعة آلاف دينار، فقال ناس من المنافقين: إن عبد الرحمن بن عوف لعظيم الرياء فقال الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات وكان لرجل صاعان من تمر، فجاء بأحدهما، فقال ناس من المنافقين: إن كان الله عن صاع هذا لغنيا فكان المنافقون يطعنون عليهم ويسخرون بهم، فقال الله: والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم.
13224 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال الأنماطي، قال: ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه: أن رسول الله (ص) قال: تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا قال: فقال عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، إن عندي أربعة آلاف:
ألفين أقرضهما الله، وألفين لعيالي. قال: فقال رسول الله (ص): بارك الله لك فيما أعطيت، وبارك لك فيما أمسكت فقال رجل من الأنصار: وإن عندي صاعين من تمر، صاعا لربي، وصاعا لعيالي قال: فلمز المنافقون، وقالوا: ما أعطى ابن عوف هذا إلا رياء وقالوا: أو لم يكن الله غنيا عن صاع هذا فأنزل الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين... إلى آخر الآية.
13225 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرحمن بن سعد. قال:
أخبرنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، في قوله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال: أصاب الناس جهد شديد، فأمرهم رسول الله (ص) أن يتصدقوا، فجاء عبد الرحمن بأربعمائة أوقية، فقال رسول الله (ص): اللهم بارك له فيما أمسك فقال المنافقون: ما فعل عبد الرحمن هذا إلا رياء وسمعه وقال: وجاء رجل بصاع من تمر، فقال: يا رسول الله آجرت نفسي بصاعين، فانطلقت بصاع منهما إلى أهلي وجئت بصاع من تمر. فقال المنافقون: إن الله غني عن صاع هذا فأنزل الله هذه الآية: والذين لا يجدون