كنت أسمع أن المنافق يعرف بثلاث: بالكذب، والاخلاف، والخيانة. فالتمستها في كتاب الله زمانا لا أجدها. ثم وجدتها في آيتين من كتاب الله، قوله: ومنهم من عاهد الله...
حتى بلغ: وبما كانوا يكذبون، وقوله: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض هذه الآية.
13215 - حدثني القاسم بن بشر بن معروف، قال: ثنا أسامة، قال: ثنا محمد المخرمي، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله (ص): ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان فقلت للحسن: يا أبا سعيد لئن كان لرجل علي دين فلقيني، فتقاضاني وليس عندي، وخفت أن يحبسني ويهلكني، فوعدته أن أقضيه رأس الهلال فلم أفعل، أمنافق أنا؟ قال:
هكذا جاء الحديث. ثم حدث عن عبد الله بن عمرو أن أباه لما حضره الموت، قال:
زوجوا فلانا فإني وعدته أن أزوجه، لا ألقى الله بثلث النفاق قال: قلت: يا أبا سعيد ويكون ثلث الرجل منافقا وثلثاه مؤمن؟ قال: هكذا جاء الحديث. قال: فحججت فلقيت عطاء بن أبي رباح، فأخبرته الحديث الذي سمعته من الحسن، وبالذي قلت له وقال لي.
فقال: أعجزت أن تقول له: أخبرني عن إخوة يوسف عليه السلام، ألم يعدوا أباهم فأخلفوه وحدثوه فكذبوه وأتمنهم فخانوه، أفمنافقين كانوا؟ ألم يكونوا أنبياء أبو هم نبي وجدهم نبي؟ قال: فقلت لعطاء: يا أبا محمد حدثني بأصل النفاق، وبأصل هذا الحديث فقال:
حدثني جابر بن عبد الله: أن رسول الله (ص) إنما قال هذا الحديث في المنافقين خاصة الذين حدثوا النبي فكذبوه، وأتمنهم على سره فخانوه، ووعدوه أن يخرجوا معه في الغزو فأخلفوه. قال: وخرج أبو سفيان من مكة، فأتى جبريل النبي (ص)، فقال: إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فقال النبي (ص) لأصحابه: إن أبا سفيان في مكان كذا وكذا، فاخرجوا إليه واكتموا قال: فكتب رجل من المنافقين إليه أن محمدا يريديكم، فخذوا حذركم، فأنزل الله: لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون وأنزل في المنافقين:
ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله، إلى * (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) * فإذا لقيت الحسن فاقرئه السلام وأخبره بأصل هذا الحديث وبما قلت لك فقدمت على الحسن فقلت له إن أخاك عطاء يقرئك السلام فأخبرته بالحديث الذي حدث وما قال لي. فأخذ الحسن