13185 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله تعالى: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم.
13186 - حدثنا القاسم، قال: ثني الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: جاهد الكفار والمنافقين قال: الكفار بالقتال، والمنافقين: أن تغلظ عليهم بالكلام.
13187 - حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم يقول: جاهد الكفار بالسيف، وأغلظ على المنافقين بالكلام وهو مجاهدتهم.
وقال آخرون: بل أمره بإقامة الحدود عليهم. ذكر من قال ذلك:
13188 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الحسن: جاهد الكفار والمنافقين قال: جاهد الكفار بالسيف، والمنافقين بالحدود، أقم عليهم حدود الله.
13189 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم قال: أمر الله نبيه (ص) أن يجاهد الكفار بالسيف، ويغلظ على المنافقين في الحدود.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب ما قال ابن مسعود، من أن الله أمر نبيه (ص) من جهاد المنافقين، بنحو الذي أمره به من جهاد المشركين.
فإن قال قائل: فكيف تركهم (ص) مقيمين بين أظهر أصحابه مع علمه بهم؟ قيل: إن الله تعالى ذكره إنما أمر بقتال من أظهر منهم كلمة الكفر، ثم أقام على إظهاره ما أظهر من ذلك.
وأما من إذا اطلع عليه منهم أنه تكلم بكلمة الكفر وأخذ بها، أنكرها ورجع عنها وقال: إني مسلم، فإن حكم الله في كل من أظهر الاسلام بلسانه، أن يحقن بذلك له دمه وماله وإن كان معتقدا غير ذلك، وتوكل هو جل ثناؤه بسرائرهم، ولم يجعل للخلق البحث عن السرائر فلذلك كان النبي (ص) مع علمه بهم وإطلاع الله إياه على ضمائرهم واعتقاد صدورهم، كان