... عن عروة بن الزبير عن عائشة أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب فأبيت أن آذن له فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بالذي صنعت فأمرني أن آذن له). ورواه في ج 6 ص 160 وقال الحاكم في المستدرك ج 2 ص 163 بعد أن روى حديث رضاع سالم (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وفيه أن الشريفة تزوج من كل مسلم).
وأورد عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج 7 ص 458 نحو خمسين رواية تحت عنوان: باب رضاع الكبير يفهم منها أن المجتمع الإسلامي كان يستغرب ذلك بل يستنكره.. قال (... عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن القاسم بن محمد بن أبي بكر أخبره أن عائشة أخبرته أن سهلة بنت سهيل بن عمرو جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إن سالم مولى أبي حذيفة معنا في بيتنا، وقد بلغ ما يبلغ الرجال، وعلم ما يعلم الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرضعيه تحرمي عليه، قال ابن أبي مليكة: فمكثت سنة أو قريبا منها لا أحدث به رهبة له، ثم لقيت القاسم فقلت: لقد حدثتني حديثا ما حدثته بعد، قال: وما هو؟ فأخبرته، فقال حدث به عني أن عائشة أخبرتني به!
... فأخذت بذلك عائشة فيمن كانت تريد أن يدخل عليها من الرجال، فكانت تأمر أم كلثوم ابنة أبي بكر وبنات أخيها يرضعن لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال، وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن أحد من الناس بتلك الرضاعة، قلن: والله ما نرى الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم به سهلة إلا رخصة في رضاعة سالم وحده) انتهى.
وقد تكون عائشة اعتمدت على سهلة بنت سهيل بن عمرو.. وسهيل هذا من قادة الأحزاب والمشركين، وممن كان النبي صلى الله عليه وآله يقنت بالدعاء عليه ويلعنه، وقد أسلم تحت السيف يوم فتح مكة ولكنه بقي الناطق باسم قريش في مواجهة النبي والإسلام.. فمن أين يأتي الصدق والتدين إلى بنته؟!
وقال عبد الرزاق (... عن معمر عن الزهري أن عائشة أمرت أم كلثوم أن ترضع سالما، فأرضعته خمس رضعات، ثم مرضت، فلم يكن يدخل سالم على عائشة.