وربما تبلغ أكثر من خمسين موردا، وأنهيناها في بعض المخطوطات إلى أكثر منها ظاهرا، لأن احتمال اشتباه الكاتب أو عدم اطلاعه على رسم الخطوط في الابتداء قريب. وقد بنى الطبقات اللاحقة على صيانة تلك الأغلاط، لشدة اهتمامهم بحفظ الكتاب العزيز عن الحوادث والتغيرات، وعن معرضية القرآن العظيم لوصمة اتهام التحريف، فبادروا إلى تلك الكتابة عالمين بأنها خارجة عن قانون رسم الخط.
ومن الأغلاط الكتبية الواضحة: كتابة " أيها " بصورة " أيه " في قوله تعالى: * (سنفرغ لكم أيه الثقلان) * في سورة الرحمن (1)، وهكذا في موضع آخر أو موضعين آخرين (2). ومنها: كتابة " يا بن أم " على هذه الصورة:
" يبنؤم " (3) ومنها غير ذلك.
ولم يظهر لي حتى الآن سبب هذا الرسم والانقلاب، وهل هو كان لأجل إضافة الاسم إلى كلمة " الله "، ولذلك في موضع تلك الإضافة تحذف الهمزة ولا تكتب.
وقال في " التبيان ": " وحذفت هنا وحدها في الخط لكثرة الاستعمال، ولا تحذف في قوله تعالى: * (إقرأ باسم ربك) *، وقوله: * (فسبح باسم ربك) * وما أشبه ذلك، لقلة استعمالها هناك " (4). انتهى.