مبدأ الخلائق ومنتهاها محفوظ الوجود في ذاته، الذي هي كل الكمالات على نعت البساطة والإجمال في عين الكشف والتفصيل.
ولعمري إنه يناسب إفراد رسالة في خصوصيات هذه الكلمة، كما ستقف عليه، ولكن خوف الإطالة يمنع عن الغور فيها، ويكفينا بعد ذلك ما رواه " الكافي " بسند معتبر عن هشام بن الحكم: أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أسماء الله واشتقاقها. " الله " مما هو مشتق؟ فقال: " يا هشام " الله " مشتق من " أله " وآله يقتضي مألوها والاسم غير المسمى " (1) الحديث، وعليه دخلت عليها الألف واللام وهي للغلبة، إذ " إلاه " يطلق على المعبود بحق أو باطل، و " الله " لا يطلق إلا على المعبود بحق، فصار كالنجم للثريا.
وربما يظهر من مضعف الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): أنه مشتق من " ولى " قال: سئل عن معنى " الله " فقال: " استولى على ما دق وجل " (2)، فكأنه أريد إثبات أن هذا الحكم من آثار كونه الله، فيكون اللفظ مشتقا من الاستيلاء بالتصحيف وقد حكى عن " القاموس ": أن الأقوال في مبدأ اشتقاقه عشرون (3)، وعن " الجالوس ": أنه بالغ إلى ثلاثين (4) والله هو العالم.