وأخرجه أحمد (2 / 48) من طريق أخرى فقال: ثنا إسماعيل ثنا يحيى ابن أبي كثير عن أبي إسحاق: حدثني رجل من بنى غفار في مجلس سالم بن عبد الله: حدثني فلان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتي بطعام من خبز ولحم، فقال:
ناولني الذراع، فنوول ذراعا فأكلها - قال يحيى: ولا أعلمه إلا هكذا - ثم قال: ناولني الذراع، فنوول ذراعا فأكلها، ثم قال ناولني الذراع، فقال: يا رسول الله إنما هما ذراعان! فقال: وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به. فقال سالم: أما هذه فلا، سمعت عبد الله بن عمر يقول. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): فذكره مثل رواية الجماعة عن الزهري.
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي إسحاق فلم أعرفه الآن.
ثم رأيت النسائي قد أخرجه في سننه (2 / 139) فقال: أخبرني زياد ابن أيوب قال: ثنا ابن علية قال: حدثنا يحيى بن أبي إسحاق قال: حدثني رجل من بنى غفار... فذكره مختصرا.
فرجعت إلى ترجمة يحيى بن أبي إسحاق من " التهذيب " فوجدت فيه:
" ع - يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولاهم البصري. روى عن أنس بن مالك وسالم بن عبد الله بن عمر... وعنه محمد بن سيرين وهو أكبر منه، ويحيى بن أبي كثير ومات قبله... ".
قلت: فظننت أن الراوي لهذا الحديث عن سالم هو يحيى بن أبي إسحاق هذا الحضرمي، فإذا صح هذا فيكون في إسناد النسائي سقط، وكذا في إسناد أحمد، وصوابه: " ثنا يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن أبي إسحاق ". والله أعلم.
قلت: فإذا ثبت ما ذكرنا فالسند صحيح على شرط الشيخين.
وله طريق ثالثة عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله، وكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: