روى عنه جماعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال: " إن من المن ") أي من جملة المن المذكور في كلامه سبحانه: (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) (الكمأة) بفتح كاف فسكون ميم وفتح همزة، وهي نبات معروف لا ورق لها، ولا ساق يوجد في الأرض من غير أن يزرع (وماؤها شفاء العين)، أي دواء لوجعها وضعفها.
ورواه أحمد والشيخان والترمذي عن سعيد بن زيد بلفظ: الكمأة من المن وماؤها شفاء العين، ورواه ابن نعيم عن أبي سعيد ولفظه: الكمأة من المن، والمن من الجنة، وماؤها شفاء للعين.
وروى الطبراني من طريق ابن المنكدر، عن جابر قال: كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم من أكلها، وقالوا: هو جدري الأرض فبلغه ذلك فقال: إن الكمأة ليست جدري الأرض ألا إن الكمأة من المن.
واختلف في قوله من المن فقيل: من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوا.
ومنه الترنجبين فكأنه يشبه الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج.
استعمال الحلال المحض يجلو البصر والبصيرة وقال الخطابي ليس المراد أنها نوع من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ، فإن الذي أنزل على بني إسرائيل كان الترنجبين الذي يسقط على الشجر، وإنما المعنى أن الكمأة شئ ينبت من غير تكلف ببذر ولا سقي.