على أنها أفضل من فاطمة لأنها إنما تكون مع علي كرم الله وجهه فيما له من المنزلة، وقد يؤخذ بظاهر الحديث أنها أفضل من خديجة أيضا وبالأولى أن تكون أفضل من سائر النساء وقد أوضحت هذه المسألة في بعض التصانيف المفصلة، وقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه جعل زوجتي في الجنة مريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وأخت موسى رواه الطبراني، عن سعد بن جنادة هذا عائشة أفضل من سائر النساء وفي حديث أخرجه العقيلي انه عليه الصلاة والسلام قال لها في مرضه: " آتيني بسواك رطب فامضغيه ثم آتيني به أمضغه لكي يختلط ريقي بريقك لكي يهون علي عند الموت " قال الحسن لما كرهت الأنبياء الموت أي كراهة طبيعة هون الله ذلك عليهم بلقاء الله وبكل ما أحبوه من تحفة أو كرامة حتى أن نفس أحدهم لتنزع من بين جنبيه وهو محب لذلك لما قد مثل له.
وفي المسند عن عائشة رضي الله تعالى عنها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه ليهون علي أني رأيت بياض كف عائشة رضي الله تعالى عنها في الجنة " وخرجه ابن سعد وغيره مرسلا أن صلى الله عليه وسلم قال: " لقد رأينا في الجنة حتى يهون علي بذلك موتي كأني أرى كفها " يعني عائشة. فلقد كان عليه الصلاة والسلام يحب عائشة حبا شديدا حتى لا يكاد يصبر عنها فمثلت له بين يديه في الجنة ليهون عليه موته، فإن الموت إنما يطلب باجتماع الأحبة.
(وبه) أي وبسند أبي حنيفة، (عن حماد) أي ابن أبي سليمان، (عن إبراهيم) أي النخعي، (عن الأسود، عن عائشة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن الله تعالى ليكتب للإنسان) أي من أهل الإيمان (الدرجة العليا في الجنة)