ممن قلدهم في ذلك أو يقلدونه.
ومما يقال لهم: إن هؤلاء الذين يختارون الامام للمسلمين من الذي يختارهم لهم (1) لتعيين الامام؟ ومن أي المذاهب يكونون؟ فإن مذاهب الذين يذهبون إلى اختيار الإمام مختلفة. وكم يكون مقدار ما بلغوا إليه من العلوم حتى يختاروا عندها الامام؟ وكم يكون عددهم؟ وهل يكونون من بلد واحد أو من بلاد متفرقة؟ وهل يحتاجون قبل اختيارهم للامام أن يسافروا إلى البلاد يستعلمون من فيها من يصلح للإمامة؟ أو هل يحتاجون أن يراسلوا من بعد عنهم من البلاد ويعرفونهم أنهم يريدون اختيار الإمام للمسلمين فإن كان في بلد غير بلدهم من يصلح أو يرجح ممن هو في بلادهم يعرفونهم أم يختارون من غير كشف لما في البلاد ومن غير مراسلة لعلماء بلاد الاسلام؟
فإن كان سؤال من هذه السؤالات يتعذر قيام الحجة على صحته وعلى لزومه لله جل جلاله ولزومه لرسوله صلى الله عليه وآله ولزومه لمن لا يكون مختارا لمن يختارونه من علماء الاسلام، أفلا ترى تعذر ما ادعوه من اختيار الإمام؟
ولقد سمع مني بعض هذا الكلام - أي المناظرة المتقدمة - شخص من أهل العلم من علم الكلام، فقال: إن الناس ما زالوا يعملون في مصالحهم على الظنون.
فقلت له: هب أنهم يعملون في مصالحهم في نفوسهم بظنونهم فكيف تجاوزوا ذلك إلى التحكم على تدبير الله جل جلاله في عباده وبلاده، والاقدام بظنونهم الضعيفة على هدم الاهتمام بثبوت أقدام النبوة الشريفة ونقل تدبيرها عن اليقين الشريف إلى الظن الضعيف؟ ومن جعل لهم ولاية على كل من في