مواقف الشيعة - الأحمدي الميانجي - ج ٣ - الصفحة ١٦٦
لأني أخف الناس فيما يسركم * وفيما يسؤكم لا امر ولا أحلي (1) قال فروة بن عمرو - وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر وكان ممن جاهد مع رسول الله، وقاد فرسين في سبيل الله، وكان يتصدق من نخله بألف وسق في كل عام، وكان سيدا، وهو من أصحاب علي وممن شهد معه يوم الجمل - قال: فذكر معنا وعويما وعاتبهما على قولهما: (خلفنا وراءنا قوما قد حلت دماؤهم بفتنتهم):
ألا قل لمعن إذا جئته * وذاك الذي شيخه ساعده بأن المقال الذي قلتما، خفيف علينا سوى واحده مقالكم: إن من خلفنا * مراض قلوبهم فاسده حلال الدماء على فتنة * فيا بئسما ربت الوالدة فلم تأخذا قدر أثمانها * ولم تستفيدا بها فائده لقد كذب الله ما قلتما * وقد يكذب الرائد الواعده قال الزبير: ثم إن الأنصار أصلحوا بين هذين الرجلين وبين أصحابهما، ثم اجتمعت جماعة من قريش يوما وفيهم ناس من الأنصار وأخلاط (2) من المهاجرين - وذلك بعد انصراف الأنصار عن رأيها وسكون الفتنة - فاتفق ذلك عند قدوم عمرو بن العاص من سفر كان فيه فجاء إليهم فأفاضوا في ذكر يوم السقيفة وسعد دعواه الامر، فقال عمرو بن العاص: والله لقد دفع الله عنا من الأنصار علظيمة، ولما دفع الله عنهم أعظم، كادوا والله أن يحلوا حبل الاسلام كما قاتلوا عليه، ويخرجوا منه من أدخلوا فيه، والله لئن كانوا سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (الأئمة من قريش) ثم ادعوها لقد هلكوا وأهلكوا،

(1) في المصدر: يسوء بدل يسؤكم.
(2) الاخلاط: القوم المختلطون.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست