عم البرية بالإحسان وانقشعت * عنها العماية والاملاق والظلم كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان ولا يعروهما عدم سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه خصلتان: الحلم والكرم لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعترم من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويستزاد به الإحسان والنعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل فرض ومختوم به الكلم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل: من خير أهل الأرض قيل: هم لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد الشرى والبأس محتدم يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم لا يقبض العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا أي القبائل ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم؟
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم بيوتهم في قريش يستضاء بها * في النائبات وعند الحكم إن حكموا فجده من قريش في أرومتها * محمد وعلي بعده علم بدر له شاهد والشعب من أحد * والخندقان ويوم الفتح قد علموا وخيبر وحنين يشهدان له * وفي قريضة يوم صيلم قتم مواطن قد علت في كل نائبة * على الصحابة لم أكتم كما كتموا فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟
قال: هات جدا كجده وأبا كأبيه وأما كأمه حتى أقول فيكم مثلها، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهما السلام فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: إعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر