فقالت: والله ما جرأ هؤلاء غيرك وان أمك القائلة في قتل حمزة:
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب بعد الحرب ذات السعر فاجابتها ابنة عمي:
خزيت في بدر وغير بدر * يا بنت وقاح عظيم الكفر فالتفت معاوية إلى عمرو ومروان وقال: والله ما جرئها علي غيركما ولا أسمعني والله هذا الكلام سواكما ثم قال: يا خالة اقصدي حاجتك ودعي أساطير النساء عنك قالت تعطني الفي دينار والفي دينار والفي دينار قال: ما تصنعين بألفي دينار؟
أزوج بها فقراء بني الحارث بن عبد المطلب قال: هي كذلك فما تصنعين بألفي دينار؟
قالت أستعين با على شدة الزمان وزيارة بيت الله الحرام، قال: قد أمرت بها لك فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت أشتري بها عينا خرارة في أرض خوارة تكون لفقراء بني الحارث بن عبد المطلب، قالت: هي لك يا خالة أما والله لو كان ابن عمك علي ما أمر لك بها قالت تذكر عليا فض الله فاك وأجهد بلاك ثم علا نحيبها وبكائها وجعلت تقول:
ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا فابكي أمير المؤمنينا رزينا خير من ركب المطايا * وجال بها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمنينا إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق الناظرينا الا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الخلق طرا أجمعينا مضى بعد النبي فدته نفسي * أبو حسن وخير الصالحينا كأن الناس إذ فقدوا عليا * نعام حل في بلد سنينا فلا والله لا أنسى عليا * وحسن صلاته في الراكعينا لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا فلا تفرح معاوية بن حرب * فإن بقية الخلفاء فينا قال فبكى معاوية ثم قال: يا خالة لقد كان كما قلت وأفضل. أقول: فإذا كانت أروة بنت الحارث بن عبد المطلب هكذا ترثي أمير المؤمنين (ع) وتبكي لفراقه فما حال بنات أمير المؤمنين يوم نظروا إليه وإذا الدم سائل على وجهه ولحيته الكريمة الخ.