اطلق على الصيد وحدي فأطير إليه وآخذ وأجئ به إلى صاحبي فقال له الديك: ذهبت منك الحجة أما لو رأيت بازيين في سفود على النار ما عدت إليهم وأنا في كل وقت أرى السفافيد مملؤة ديوكا فلأنك حليما عند غضب غيرك وأنكم لو عرفتم من المنصور ما أعرفه لكنتم أسوأ حالا مني عند طلبه لكم.
والمنصور ثاني خلفاء بني العباس ويسمى الدوانيقي لأنه لما حفر الخندق بالكوفة قسط على كل منهم دانق فضد وأخذه وصرفه في حفر الخندق والدانق سدس الدرهم وعاش ثلاث وستون سنة ومدة خلافته اثنان وعشرون سنة، وكان اللعين فاتكا سفاكا فاسقا زنديقا عظيم العداوة وشديد القساوة بالنسبة إلى الذرية الطاهرة العلوية، وبعث اللعين رياح بن عثمان المري أميرا على المدينة وأمره بأخذ العلويين من أولاد الحسن فأخذهم وقيدهم وغللهم وحبسهم وهم ثلاثة عشر هاشميا من الشيخ والشباب وأكبرهم وأسنهم وأعظمهم عبد الله المحض ابن الحسن المثنى وله ابنان محمد وإبراهيم وهما كانا بين الناس معظمان وتمد إليهما الأعناق، ويشار إليهما بالبنان وكان عبد الله المحض يدعو الناس إلى مبايعة ابنه محمد ويقول: قد علمت أن ابني هذا هو المهدي فهلموا فلنبايعه، فاجتمعوا للبيعة وفيهم جماعة من بني هاشم وبني العباس وفيهم أبو العباس السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور، وأحضروا جعفر الصادق (ع) وأظهروا له أمر البيعة فقال (ع):
لا تفعلوا فان هذا الامر لم يأت بعد ثم قال (ع) لعبد الله المحض، والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول ولكن يحملك على هذا الحسد لابني فقال (ع): ما والله يحملني ذلك إنها يعني الخلافة والله ما هي لك ولا لابنك، ولكن هذا أو أخوته وأبناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس السفاح وكان كما قال (ع): لان الامر انتهى إلى بني العباس أولهم السفاح ثم المنصور وصنعوا ما صنعوا.
ولما أمر المنصور بأخذ بني الحسن وأخذوا غاب محمد وإبراهيم أبناء عبد الله المحض وسيأتي بيان حالهم، وأخذ أبوهما أسيرا مع بني الحسن فحج المنصور، ولما أنصرف نزل بالربذة وأمر باشخاص بني الحسن وسار بهم رياح إلى الربذة ومعهم محمد الديباج بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهذا أي محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان إنما أخذ مع بني الحسن ولم يكن منهم لأنه أخو عبد الله المحض من أمه وأمهما فاطمة