وجعلها في الصوافي المقبوضة، وأحرق العمري دار الحسين ودور بني هاشم ولعمري أقتدى بمن وقف على باب دار علي وفاطمة وأضرم النار في الباب وأراد أن يحرق عليا وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم بالنار الخ. ثم حمل الرؤس والأسارى إلى الهادي أمر بقتل بعضهم وغضب على موسى بن عيسى كيف قتل الحسين بن محمد وقبض أمواله ولم تزل بيده حتى مات، ولما وضع رأس الحسين بن علي بين يدي الهادي غضب على الذين جاءوا برأس الحسين وقال: كأنكم قد جئتم برأس طاغوت من الطواغيت إن أقل ما أجزيكم به أحرمكم عن جوائزكم ولم يعط لاحد شيئا فرجعوا خائبين خاسرين، كما إن زجر بن قيس (لع) لما جاء برأس الحسين (ع) إلى يزيد بن معاوية ويرجوا نائلة فلم يعطه شيئا فليراجع محله، وقيل في رثاء الحسين بن علي صاحب فخ:
ألا يا عين أبكي بدمع منك منهتن * فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن صرعى بفخ تجر الريح فوقهم * أذيالها وغوادي دلج المزن حتى عفت أعظم لو كان شاهدها * محمد ذب عنها ثم لم تهن ماذا تقولون والماضون قبلهم * على العداوة والبغضاء والإحن لا الناس من مضر حاموا * ولا ربيعة والاحياء من يمن ماذا يقولون إذ قال النبي لهم * ماذا صنعتم بنا في سالف الزمن يا ويحهم كيف لم يرعوا له حرما * ماذا صنعتم بنا في سالف الزمن قيل: كان المنصور (لع) أول من أوقع الفرقة بين ولد العباس وآل أبي طالب وكان قبل ذلك أمرهم واحد، وكان اللعين يبغضهم ويعاندهم كثيرا، ولقد قتل من ذرية فاطمة ألفا ويزيدون، وبني على ستين علويا في ليلة واحدة فظفر ذات يوم بغلام من آل أبي طالب ومن ذرية العلوية الفاطمية الهاشمية، وكان حسن الوجه عليه شعر أسود وفي وجهه خال من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فسلمه إلى البناء الذي كان يبني له وأمره أن يجعله ويبني عليه فدخلته رقة عليه ورحمة له فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الريح والنسيم، وقال للغلام: لا بأس عليك فإني سأمضي وأعود وأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل، فلما جن الليل جاء البناء في ظلمته، وأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة وقال: أتق الله في دمي ودم الفعلة الذين هم معي وغيب