منكم ففعلوا ذلك كما إن الحسين (ع) وأصحابه أحيوا ليلة العاشر من المحرم بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن، باتوا ولهم دوي كدوي النحل ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد الخ.
قال أبو معمر: فلما أصبحنا حمل علينا أهل الشام وهم ثلاثة صفوف فحملنا عليهم ففضضناهم وهزمناهم وجعل يقول لئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون وأنشأ يقول:
فذل الحياة وذل الممات * وكلا أراه طعاما وبيلا فإن كان لابد من واحد * فسيري إلى الموت سيرا جميلا في (مقاتل الطالبيين) قال سعيد بن خثيم وكنا مع زيد في خمسمائة وأهل الشام اثني عشر ألفا، وكان بايع زيدا أكثر من اثني عشر ألفا فغدروا به إذ فصل رجل من أهل الشام من كلب على فر دافع فلم يزل يشتم شتما لفاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل زيد يبكي حتى ابتلت لحيته، وجعل يقول: أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما أحد يغضب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اما أحد يغضب لله قال: ثم تحول الشامي على فرسه، وركب بغلة قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة قال سعيد: فجئت إلى مولى لي فأخذت منه مشملا كان معه ثم استترت من خلف النظارة حتى إذا صرت ورائه ضربت عنقه، وانا متمكن منه بالمشمل فوقع رأسه بين يدي ثم رميت جيفته عن السراج، وشد أصحابه علي حتى كادوا يرهقوني فحمل أصحاب زيد عليهم، واستنقذوني فركبت بغلته فأتيت زيدا فجعل يقبلني بين عيني ويقول: والله أدركت ثارنا أدركت شرف الدنيا والآخرة وذخرهما اذهب بالبغلة فهي هبة لك قال:
وجعلت خيل أهل الشام لا تثبت لخيل زيد وسألوا يوسف بن عمران يبعث الرماة فبعث إليهم النجارية وكانوا رماة فجعلوا يرمونهم بالسهام حتى ضعف أصحاب زيد فأصاب زيد ثلاثة عشر سهما فبينما هو كذلك إذ رمي بسهم في جبهته اليسرى فخالط دماغه حتى سرج من قفاه كما إن جده الحسين (ع) رمي بسهم في قلبه الشريف فأخرجه من قفاه.
قال زيد: الشهادة في الله الذي رزقنيها قال أبو عمر: فحملناه على حمار إلى بيت امرأة همدانية فقال: وهو في كرب الموت ادعوا إلي ابني يحيى فدعوناه له فلما دخل عليه جمع قميصه في كفه، وجعل يمسح ذلك الكرب عن وجهه، وقال: أبشر يا بن رسول الله تقدم على رسول الله وعلي والحسن والحسن والحسين (ع) وخديجة وفاطمة، وهم عنك راضون قال: صدقت يا بني فما في نفسك؟ قال: إن أجاهد القوم والله إلا أن لا أجد أحدا يعينني