بنت الحسين (ع) وتزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بفاطمة بنت الحسين بعد ما توفي الحسن المثنى فأولدها محمدا، ولأنه كان ذا رأي وعقل وتدبير، وكان معظما بين الناس ويرجى فيه أمر الخلافة، وكان صبيح المنظر كأنه خلق من فضة، وسمي بالديباج لحسن صورته، وجعلت القيود والاغلال في أرجلهم وأعناقهم وجعلهم في محامل بغير وطاء، ولما خرج بهم من المدينة وقف جعفر الصادق (ع) من رواء ستر ينظر إليهم وهو يبكي ودموعه تجري عليه لحيته وهو يدعو الله تعالى فلما وصلوا إلى الربذة ادخلوا محمد الديباج على المنصور، وكان المنصور قبل ان ينتهي أمر الخلافة إلى بني العباس أشار إلى بني هاشم وبني العباس بالبيعة لمحمد الديباج، وقال: لأي شئ تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أطوع أعناقا ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يعني محمد ابن عبد الله الديباج، قالوا: قد والله صدقت إن هذا لهو الذي تعلم فبايعوا جميعا محمد الديباج ومسحوا على يده وأخلوا عليه قميص وازار رقيق، فلما وقف بين يديه قال له:
يا ديوث قال الديباج: سبحان الله لقد عرفتني بغير ذلك صغيرا وكبيرا قال: فممن حملت أبنتك رقية وكانت تحت إبراهيم بن عبد الله المحض، وقد أعطيتني الايمان إلا تغشني ولا تمالي علي عدوا أنت ترى أبنتك حاملا وزوجها غائب، فأنت بين أن تكون خانثا أو ديوثا، وأيم الله إني لأهم برجمها. قال الديباج: أما إيماني فهي علي أن كنت دخلت لك في أمر غش، وأما ما رميت به هذه الجارية فإن الله تعالى قد أكرمها بولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياها، وعلمت إن حين ظهر حملها ان زوجها ألم بها على حين غفلة منا وجرى بينهما ما جرى من الكلام حتى اغتاظ المنصور من كلامه وأمر بشق ثيابه وأزراره ثم أمر به فضرب مئة وخمسين سوطا، فبلغت منه كل مبلغ والمنصور يفتري عليه فأصاب السوط وجهه فقال: ويحك أكفف عن وجهي فإن له حرمة برسول الله، فأغرى المنصور فقال للجلاد: الرأس الرأس فضرب على رأسه نحوا من ثلاثين سوطا، وأصاب إحدى عينيه سوط فسالت ثم أخرج كأنه زنجي من الضرب، وكان أحسن الناس صورة فلما أخرج قال له بعض من معه: إلا أطرح عليك ردائي؟ قال: بل جزيت خيرا والله لسق أزاري أشق علي من الضرب، ثم أمر المنصور بمحمد الديباج فقتل وأرسل برأسه إلى خراسان وأرسل معه من يحلف إنه رأس محمد بن عبد الله الديباج فلما قتل محمد الديباج قال أخوه عبد الله المحض: إنا لله وإنا إليه راجعون إنا كنا لنأمن به في سلطانهم يعني