عشرة آلاف فارس وخرجوا إليه وخرج يحيى وما معه إلا سبعين فارسا فقاتلهم يحيى فهزمهم واستباح عسكرهم وأصاب منهم دوابا كثيرة، ثم أقبل يحيى حتى مر بهرات ثم نزل بأرض الجوزجان فسرح إليه نصر بن سيار سلم بن أحور في ثمانية آلاف فارس من أهل الشام وغيرهم فلحقوه بقرية يقال لها أرغوى وعبأ سلم (لع) أصحابه يمنة ويسرة فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها أشد القتال حيت قتل أصحاب يحيى كلهم وأتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل من موالي عنزة يقال له: عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه، وأخذ العنزي الذي قتله وسلبه وقميصه وسلب إسحاق بن حوية (لع) قميص جده الحسين (ع) فوجد في القميص مئة وبضع عشر ما بين ضربة وطعنة، ورمية فبقيا بعد ذلك يعني اللعينان العنزي وسورة بن محمد حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما، وصلب يحيى على باب مدينة الجوزجان وهي معرب كوزكان في وقت قتله وبعث برأسه إلى نصر بن سيار ثم إلى الوليد، وكان مقتله سنة خمس وعشرين ومئة فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة يعني بنو العباس وسموا بالمسودة لأنهم كانوا يلبسون السواد فأنزلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه، وأراد أبو مسلم أن يتبع قتلة يحيى فقيل له: عليك بالديوان فوضعه بين يديه، وكان إذا مر به اسم ممن أعان على قتل يحيى قتله حتى لم يدع أحدا قدر عليه ممن شهد قتله إلا قتله إن كان حيا، ومن كان ميتا خلفه في أهله سوءا، وفي شرح القصيدة أمر أبو مسلم بإقامة العزاء على يحيى ببلخ ومرو سبعة أيام، وسود أهل خراسان ثيابهم فصار شعار بني العباس وكل من ولد في تلك السنة من أولاد الأعيان سمي يحيى وأهل الشام أيضا ناحوا على الحسين سبعة أيام مع أهل البيت فأمر يزيد فأخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبسن السواد على الحسين (ع) ندبوه على ما نقل سبعة أيام، وقتل يحيى يوم الجمعة وقت العصر كما إن أباه زيدا قتل يوم الجمعة، وفي خبر الحسين (ع) أيضا قتل يوم الجمعة وقت العصر وبعث برأس يحيى إلى الوليد، وبعث اللعين برأسه إلى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت إليه، وقالت شردتموه عني طويلا وأهديتموه إلي قتيلا صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا ساعد الله قلبها، ولا أعلم هذا أعظم أم ما رأت ليلى أم علي الأكبر لأنها كلما رفعت رأسها رأت رأس ولدها على رأس رمح طويل فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر أمه وقال: هذا بيحيى بن زيد يعني هذه المصيبة
(١٥٢)