إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يا رب مزقني الوليد فلم يلبث إلا أياما يسيرة حتى قتل شر قتلة وطيف برأسه في دمشق على رأس رمح ثم صلب رأسه على قصره ثم على اعلا سور بلده، وقيل خلعه أهل دمشق وبايعوا ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك فقال يزيد: من أحضر رأس الوليد فله مئة ألف درهم فحصره أصحاب يزيد فهم أصحاب الوليد بالقتال، فنهاهم عن ذلك فتفرقوا عنه وانفلوا من حوله ثم دخلوا عليه في قصره فقال: يوم كيوم عثمان، فقيل له: ولا سواء فقطعوا رأسه.
والحاصل لما ولي الوليد كتب يوسف بن عمر عامل العراقين إلى نصر بن سيار وهو عامل على خراسان يأمره بأخذ يحيى بن زيد أشد الاخذ فكتب نصر بن سيار إلى عامل بلخ أن يأخذ يحيى ويرسله في الحديد، فأحضر الوالي جريش بن عبد الرحمن الذي كان يحيى نازلا في منزله فضربه ستمائة سوط وقال: والله لأرهقن نفسك أو تأتيني بيحيى فقال الجريش وقال للوالي: لا تقتل أبي أنا آتيك بيحيى فوجه معه جماعة فدلهم عليه وهو ببيت في جوف بين فأخذوه ومن معه وسلمه إليه وبعث به الوالي إلى نصر بن سيار والي خراسان، فحبسه عنده وقيده وجعله في سلسلة، وكتب إلى يوسف بن عمر وأخبره بخبره، فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد يعلمه ذلك، فكتب إليه يأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وأصحابه، فكتب يوسف بذلك إلى نصر بن سيار فدعى نصر بيحيى وفك سلسلته، وأمري بتقوى الله وحذره من الفتنة، فقال له يحيى: وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء وأخذ ما لستم بأهله؟ فلم يجبه لما أطلق يحيى وفك حديده صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحداد الذي فك قيوده من رجله.
فسألوا أن يبيعهم إياه وتنافسوا في قيمة الحديد وتزايدوا حتى بلغ عشرين ألف درهم فخاف الحداد أن يشيع خبره فيؤخذ منه المال، فقال لهم: أجمعوا ثمنه بينكم فرضوا بذلك وأعطوه المال فقطعه قطعة قطعة، وقسمه بينهم فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبركون به، ثم أن نصر بن سيار أمر ليحيى بألفي درهم وبغلين وتقدم إليه أن يلحق بالوالي فعلم يحيى إنها مكيدة أبى أن يأتي الوليد فخرج إلى سرخس ثم إلى بيهق وهي أقصى عمل خراسان وقد اجتمع له سبعون رجلا من الشيعة وبايعوه، فبلغ ذلك نصر بن سيار فكتب إلى عامل سرخس طوس أن يأخذوه ويحاربوه فتجهزوا لمحاربته وصاروا في زهاء