قال سليمان: فإن الإرادة القدرة، قال الرضا عليه السلام: وهو عز وجل يقدر على مالا يريده أبدا، ولا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى: ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك (1) فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان، قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشمي. ثم تفرق القوم.
قال مصنف هذا الكتاب: كان المأمون يجلب على الرضا عليه السلام من متكلمي الفرق والأهواء المضلة كل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا عليه السلام عن الحجة مع واحد منهم وذلك حسدا منهم له ولمنزلته من العلم فكان عليه السلام لا يكلم أحدا إلا أقر له بالفضل والتزم الحجة له عليه لان الله تعالى ذكره أبى إلا أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته، وهكذا وعد تبارك وتعالى في كتابه فقال: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا (2) يعني بالذين آمنوا: الأئمة الهداة عليهم السلام وأتباعهم والعارفين بهم والآخذين عنهم، ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا في الدنيا، وكذلك يفعل بهم في الآخرة، وإن الله لا يخلف وعده.
____________________
باتصافه تعالى بالوحدة ونحوها، وذكر باقي الصفات استطرادا للواحد.
1) أي: كلامك يرد ما قال الله عز وجل فيكون محالا. هذا.
1) أي: كلامك يرد ما قال الله عز وجل فيكون محالا. هذا.