12 - وبهذا الاسناد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سعدان يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل لم ينعم على عبد بنعمة إلا وقد ألزمه فيها الحجة من الله عز وجل، فمن من الله عليه فجعله قويا فحجته عليه القيام بما كلفه واحتمال من هو دونه ممن هو أضعف منه، ومن من الله عليه فجعله موسعا عليه فحجته ماله، يجب عليه فيه تعاهد الفقراء بنوافله، ومن من الله عليه فجعله شريفا في نسبه جميلا في صورته، فحجته عليه أن يحمد الله على ذلك وألا يتطاول على غيره فيمنع حقوق الضعفاء لحال شرفه وجماله.
13 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس 1) فإنه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس لدينكم فإن
____________________
1) أي: اجعلوا دينكم الذي تدينون الله به لمرضاته وطاعته ولا تجعلوه للناس وليعلموا أنكم عليه، فلا تظاهروا به، فان ما كان لله تعالى يصعد إليه ويجازى عليه، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله ولا يترتب عليه المطلوب.