____________________
تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (1): لفظ الآية عام في جميع الأشياء. والقول فيما يخطر بالبال من المعاصي ان الله سبحانه لا يؤاخذ به، وإنما يؤاخذ بما يعزم الانسان ويعقد قلبه عليه مع امكان التحفظ عنه، فيصير من أفعال القلب فيجازيه به، كما يجازيه بأفعال الجوارح، وإنما يجازيه جزاء العزم لا جزاء عين تلك المعصية، لأنه لم يباشرها، وهذا بخلاف العزم على الطاعة، فان العازم على فعل الطاعة يجازى على عزمه ذلك جزاء تلك الطاعة، كما ورد في الاخبار أن المنتظر للصلاة في الصلاة ما دام ينتظرها، وهذا من لطائف نعم الله تعالى على عباده (2) انتهى.
ويرشد إلى المؤاخذة على العزائم والنيات الفاسدة ما ورد عن الصادق عليه السلام في صحيح الاخبار في معنى قوله صلى الله عليه وآله: نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله، أن السبب فيه هو أن المؤمن يخلد في الجنة بنيته، وهو أن من عزمه أنه لو بقي على طول مدى الدنيا كان ثابتا على الايمان، وخلد الكافر بالنار بعزمه ونيته أنه لو بقي في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما كان مقيما الا على الكفر، فبالنية خلد هؤلاء وهؤلاء (3).
بقي الكلام في القسم الثاني، أعني: ما يتوسط بين الخاطر والعزم، فقد توقف في المؤاخذة عليه جماعة من المحققين، وبعضهم جعله كالثالث، وآخرون كالأول، والقول بالحاقه بالثالث لا يخلو من قوة، الا أن الجزم به مشكل، وظاهر اطلاق هذا الحديث دافع له.
1) كما ورد: أن الملك المسمى برقيب وهو كاتب الحسنات على يمين
ويرشد إلى المؤاخذة على العزائم والنيات الفاسدة ما ورد عن الصادق عليه السلام في صحيح الاخبار في معنى قوله صلى الله عليه وآله: نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر من عمله، أن السبب فيه هو أن المؤمن يخلد في الجنة بنيته، وهو أن من عزمه أنه لو بقي على طول مدى الدنيا كان ثابتا على الايمان، وخلد الكافر بالنار بعزمه ونيته أنه لو بقي في الدنيا ما كانت الدنيا باقية ما كان مقيما الا على الكفر، فبالنية خلد هؤلاء وهؤلاء (3).
بقي الكلام في القسم الثاني، أعني: ما يتوسط بين الخاطر والعزم، فقد توقف في المؤاخذة عليه جماعة من المحققين، وبعضهم جعله كالثالث، وآخرون كالأول، والقول بالحاقه بالثالث لا يخلو من قوة، الا أن الجزم به مشكل، وظاهر اطلاق هذا الحديث دافع له.
1) كما ورد: أن الملك المسمى برقيب وهو كاتب الحسنات على يمين