نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ٢ - الصفحة ٣٩٦
عبدي يتنفل لي حتى أحبه 1)، ومتى أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا 2)، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغناء ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، إني ادبر عبادي لعلمي بقلوبهم، فإني عليم خبير.
____________________
درجة. ونحو هذا مما ذكروه.
1) قوله (أحبه) بضم أوله وفتح ثالثه، والمراد من النوافل جميع الاعمال الغير الواجبة، والنفل: الزيادة، سميت به لزيادتها على الواجب. وأما تخصيصها بالصلوات المندوبة، فعرف طار.
وأما محبة الله سبحانه للعبد، فهي أخص من الرحمة، لان الرحمة انعام مطلق، والمحبة نعمة خاصة، وهي كما قاله المحققون كشف الحجاب عن قلبه وتمكينه، من أن يطأ على بساط قربه، فان ما يوصف به سبحانه إنما يؤخذ باعتبار الغايات لا باعتبار المبادي، وعلامة حبه سبحانه للعبد توفيقه للتجافي عن دار الغرور، والترقي إلى عالم النور، والانس بالله والوحشة مما سواه، وصيرورة جميع الهموم هما واحدا.
قال بعض العارفين: إذا أردت تعرف مقامك فانظر فيما أقامك.
2) هذه الألفاظ وردت في أخبار كثيرة من طرق العامة والخاصة، وربما
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست