وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه 1) وبالوالدين إحسانا (1) أي أمر ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
29 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله، قال:
حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبي عبد
____________________
المعصية، والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية، والمعونة على القربة إليه، والخذلان لمن عصاه، والوعد والوعيد والترغيب والترهيب، كل ذلك قضاء الله في أفعالنا وقدرة لأعمالنا، وأما غير ذلك فلا تظنه، فإن الظن له محبط للأعمال، فقال الرجل: فرجت عني يا أمير المؤمنين (2).
1) قال شيخنا الطبرسي طاب ثراه: (وقضى ربك) أي: أمر ربك أمرا تاما، عن ابن عباس، وقيل: ألزم وأوجب ربك، عن الربيع. وقيل: أوصى، عن مجاهد، (أن لا تعبدوا إلا إياه) معناه: أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره.
فإن قيل: إن الامر لا يكون أمرا بأن لا يكون الشئ، لان الامر يقتضي إرادة المأمور به، والإرادة لا تتعلق بألا يكون الشئ وإنما تتعلق بحدوث الشئ.
فالجواب: أن المعنى: أراد منكم عبادته على وجه الاخلاص وكره منكم عبادة غيره، وعبر عن ذلك بقوله: أمر أن لا تعبدوا إلا إياه.
(وبالوالدين احسانا) أي: وقضى بالوالدين احسانا، أو أوصى بالوالدين إحسانا، ومعناهما واحد، لان الوصية أمر (3).
1) قال شيخنا الطبرسي طاب ثراه: (وقضى ربك) أي: أمر ربك أمرا تاما، عن ابن عباس، وقيل: ألزم وأوجب ربك، عن الربيع. وقيل: أوصى، عن مجاهد، (أن لا تعبدوا إلا إياه) معناه: أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره.
فإن قيل: إن الامر لا يكون أمرا بأن لا يكون الشئ، لان الامر يقتضي إرادة المأمور به، والإرادة لا تتعلق بألا يكون الشئ وإنما تتعلق بحدوث الشئ.
فالجواب: أن المعنى: أراد منكم عبادته على وجه الاخلاص وكره منكم عبادة غيره، وعبر عن ذلك بقوله: أمر أن لا تعبدوا إلا إياه.
(وبالوالدين احسانا) أي: وقضى بالوالدين احسانا، أو أوصى بالوالدين إحسانا، ومعناهما واحد، لان الوصية أمر (3).