قلت له: إن أصحابنا بعضهم يقولون بالجبر وبعضهم بالاستطاعة، فقال لي:
____________________
يطلق في مقابل الكراهة، كما يقال: يريد الصلاح والطاعة ويكره الفساد والمعصية.
وقال شيخنا المعاصر أبقاه الله تعالى: هو أنه يكون في الانسان قبل حدوث الفعل اعتقاد النفع فيه، ثم الرؤية، ثم الهمة ثم انبعاث الشوق منه، ثم تأكده إلى أن يصير إجماعا باعثا على الفعل، وذلك كله أراده فينا متوسطة بين ذاتنا وبين الفعل، وليس فيه تعالى بعد العلم القديم بالمصلحة من الأمور المقارنة للفعل سوى الاحداث والايجاد، فالاحداث في الوقت الذي تقتضي المصلحة صدور الفعل فيه قائم مقام ما يحدث من الأمور في غيره تعالى.
وذهب شيخنا المفيد عطر الله مرقده إلى ما دلت عليه هذه الأخبار من أن الإرادة من الله جل اسمه نفس الفعل، ومن الخلق الضمير (1).
وفي حديث صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام: أن إرادة الله سبحانه إحداثه لا غير ذلك، لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر، فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق، الحديث (2).
والحاصل في وجه الجمع أن ما دل على حدوث الإرادة وانها من صفات الافعال، يحمل على مخصص أحد الطرفين على الاخر، وما دل على قدمها يراد به منشأ هذه الإرادة، أعني: العلم بالأصلح الذي هو عين الذات، وقد سبق
وقال شيخنا المعاصر أبقاه الله تعالى: هو أنه يكون في الانسان قبل حدوث الفعل اعتقاد النفع فيه، ثم الرؤية، ثم الهمة ثم انبعاث الشوق منه، ثم تأكده إلى أن يصير إجماعا باعثا على الفعل، وذلك كله أراده فينا متوسطة بين ذاتنا وبين الفعل، وليس فيه تعالى بعد العلم القديم بالمصلحة من الأمور المقارنة للفعل سوى الاحداث والايجاد، فالاحداث في الوقت الذي تقتضي المصلحة صدور الفعل فيه قائم مقام ما يحدث من الأمور في غيره تعالى.
وذهب شيخنا المفيد عطر الله مرقده إلى ما دلت عليه هذه الأخبار من أن الإرادة من الله جل اسمه نفس الفعل، ومن الخلق الضمير (1).
وفي حديث صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام: أن إرادة الله سبحانه إحداثه لا غير ذلك، لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر، فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق، الحديث (2).
والحاصل في وجه الجمع أن ما دل على حدوث الإرادة وانها من صفات الافعال، يحمل على مخصص أحد الطرفين على الاخر، وما دل على قدمها يراد به منشأ هذه الإرادة، أعني: العلم بالأصلح الذي هو عين الذات، وقد سبق