قتل فيه أبوك الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - كان على باب أبي مروان حجر عظيم، فأمر أن يرفعوه فرأينا تحته دما عبيطا يغلي.
وكان (لي) (١) أيضا حوض كبير في بستاني وكان حافتاه حجارة سوداء، فأمرت أن ترفع وتوضع مكانها حجارة بيض، وكان في ذلك اليوم قتل الحسين - عليه السلام - فرأيت دما عبيطا يغلي تحتها، (أتقيم عندنا ولك من الكرامة) (٢) ما تشاء أم ترجع؟
قال أبي: بل أرجع إلى قبر جدي. فأذن له بالانصراف، فبعث قبل خروجنا بريدا يأمر أهل كل منزل أن لا يطعمونا ولا يمكنونا من النزول في بلد حتى نموت جوعا، فكلما بلغنا منزلا طردونا وفنى زادنا حتى أتينا مدين شعيب، وقد أغلق بابه، فصعد أبي جبلا هناك مطلا على البلد (أو مكانا مرتفعا عليه) (٣) فقرأ:
﴿وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشيائهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خيرا لكم إن كنتم مؤمنين﴾ (4) ثم رفع صوته وقال أنا (5) بقية الله.