عشر سنين وعلى رواية بعضهم على ثلاث عشرة سنة فأين كهول عبد المطلب وشيوخهم فأين شيوخ بني هاشم وأين شيوخ قريش الذين عاصروا جميع الرسالة وعاشروا حين نزول القرآن وسمعوه مشافهة من لفظ النبوة ومحل الجلالة وما الذي منع ان يلازموا جميع علماء النقل الذين قرنهم الله تعالى بكتابه المهيمن على كل كتاب الذين جعلهم النبي (ص) خلفاء منه وشهدائهم لا يفارقون كتابه إلى يوم الحساب وما الذي منع ان ينقلوا تفسير القرآن كلمة عمن شهدوا انه اعرف الأمة بنزول القرآن وفضله كما ذكر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر الثمري في كتاب الاستيعاب وهو ممن لا يتهم في نقل فضائل أهل بيت النبوة فإنه من ذوي الخلاف والمعروفين بالانحراف فقال في جزء الثالث منه في باب علي بن أبي طالب عليه السلام ما هذا لفظه وروى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي طفيل قال شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ الا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من اية الا وانا اعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.
أقول: وقال أبو حامد الغزالي في كتاب بيان العلم اللدني في وصف مولانا علي بن أبي طالب (ص) ما هذا لفظه وقال أمير المؤمنين (ع) ان رسول الله ادخل لسانه في فمي فانفتح في قلبي الف باب من العلم مع كل باب الف باب وقال (ع) لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يمكن في هذه الرتبة بقوة العلم اللدني وقال علي (ع) لما حكى عهد موسى ان شرح كتابه كان أربعين حملا لو اذن الله ورسوله لي لا شرع في شرح معاني الف ألفا تحته حتى يبلغ مثل ذلك يعنى أربعين حملا وهذه الكثرة في السعة والافتتاح في العلم لا يكون الا لدنيا سماويا إلهيا هذا اخر لفظ محمد بن محمد بن الغزالي.
أقول: وذكر أبو عمر الزاهد واسمه محمد بن عبد الواحد في كتابه